الخميس , أبريل 25 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / القبيسيات …الوجه الناعم لنظام الأسد

القبيسيات …الوجه الناعم لنظام الأسد

مايا درويش

 

شكّلت أحداث الثمانينات في سوريا ومجازر حماة نقطة تحول فكانت نهاية لحقبة إسلامية في سوريا وبداية لحقبة دينية سياسية جديدة حيث قامت شخصيّات وجماعات دينية كـ”البوطي” وجماعة “كفتارو” وجماعة “القبيسيات” بتشكيل تجمعات شرعية دينية تعليمية .
واستطاع نظام الأسد أن يحتضن تلك التجمعات عبر أجهزته المخابراتيّة وجِهَاتِه الحكوميّة التنفيذيّةِ المتمثّلة بوزارات الأوقاف والتعليم العالي والتربية وبذلك أحكم السيطرة على أربابه وعلى المجتمع التابع لتلك التجمعات الدعويّة .
وكان التصوف الأكثر انتشارًا وقبولًا في المجتمع السوري خيث أصبح عاملاً مهماً في استقرار الدولة عن طريق إخضاع الناس لسلطة دينية تبعدهم عن السلطة السياسية لتبعد بذلك الإسلام عن المجتمع وتجزئة تعاليمه وحصره في شخص يقدّسه عامة الناس .
من هنا كانت بداية انتشار القبيسيات فمن هنّ القبيسيات ؟
القبيسيات :
جماعة دينية إسلامية دعوية نسوية تعتمد هيكلية شبه تنظيمية قوامها من طبقة أثرياء دمشق ونشاطها الحقيقي يستهدف هذه الطبقة.
كانت بدايتها في دمشق وانتشرت انتشارًا واسعًا خلال العقدين الأخيرين لتمتد بعد ذلك إلى دولٍ عربيةٍ وإسلامية وأوروبية أخرى.

لاقت القبيسيات اهتماماً بالغاً من قِبل الأجهزة الأمنية والسياسية وأثارت أفكارها وانتماؤها الصوفي حفيظة السلفية والتوجهات الدينية الراديكالية وحركات الإسلام السياسي الجهادية

وتعود تسمية القبيسيات نسبةً إلى “الآنسة الأم” ( منيرة القبيسي ) المولودة في دمشق عام 1933م، خرّيجة قسم العلوم الطبيعية، والتي بدأت ممارسة النشاط الدعوي والتعليمي في بداية الستينات وذلك إثرَ اقترابها من “جامع أبي النور” التابع لمفتي سوريا الشّيخ الراحل “أحمد كفتارو” القريب من النّظام السّوري .
وأدّى نشاطها الدعوي والتعليمي إلى منعها من التدريس بالمدارس الحكومية حيث كان التوجه العام للنظام السوري في الثمانينيات وبداية التسعينيات آنذاك .
فاتجهت القبيسي إلى التعلم على يد كفتارو، و إلى دراسة العلوم الشرعية في كلية الشريعة في جامعة دمشق.
وبدأت بممارسة نشاطها الدعوي الخاص وتأسيس منهج مستقلٍّ خاص بالقبيسيات مع استمرار الوفاء للشيخ المربي الأول “كفتارو”.

وإضافةً لعلاقتهامع كفتارو ومجمعه الفكري وطريقته الصوفية،كانت القبيسي على علاقة فكرية ودينية وشخصية مع الشيخ محمد سعيد رمضان وكذلك على علاقة جيدة مع “جماعة” الشيخ عبد الكريم الرفاعي الأمر الذي ساهم في توسيع نشاطها الدعوي وانتشاره بين العامة.

وللقبيسيّات بنية تنظيميّة غريبة، فالطاعة عندهن للآنسة واللباس التمييزي، الذي يمكن أن يساعد في معرفة درجة الآنسة في التدرج الهرمي للتنظيم، بل يمكن أيضاً معرفة القبيسيّة بسهولة من شكل الوجه، الذي يتميّز حاجباه بافتقادهما أدنى درجات العناية، وبشرتها الشاحبة “السمّاويّة” التي لا تعرف الماكياج أبداً. أمّا طريقة المشي، فيرتدين أحذية بلا كعب، غالباً ما تكون أقرب إلى أحذية الرجال ، كما أن الزواج ممنوع على المنتسبات دون موافقة الآنسة التي استغلت هذا الأمر جيداً فهي لا توافق على زواجهن إلا من أصحاب السلطة والنفوذ وتحتفظ بحق تركهن لأزواجهن متى أصدرت أوامرها .
ويفرط القبيسيات باستخدامهنّ للمسباح «المسبحة» بطريقةٍ شبه دائمةٍ ومفرطةٍ من أجل التسبيح.
وعُرف عنهن إكثارهن من الأذكار والموالد والإنشاد والضرب بالدفّ حتى إنّهنّ يستخدمن ألحان الأغاني الشهيرة والحديثة للإنشاد الديني الذي يتم اختيار الفتيات لغنائه حسب الجمال والحسب وثروة العائلة بهدف عرضها على المنتسبات الكبيرات لإيجاد زوجٍ مرموقٍ وذي سلطةٍ لها عبر علاقاتهنّ .
واشتهرن بتركيزهن على «حفظ القرآن في سنٍّ مبكّرٍ»، فتُقام الاحتفالات بختمهن للقرآن بشكلٍ سنويٍّ وتُقدم لهنّ الجوائز والهدايا.
كذلك علاقاتهن الواسعة والتي تسمح لهن بخلق فرص عمل لأتباعهن في الكثير من الدول خصوصاً دول الخليج.
وعُرفن بتدخلهن السافر بالمناهج التعليمية حيث يتم تعيينهن بمنتهى البساطة والتي لا تتوفر لخريجات الرياضيات والفيزياء.

الجدير بالذكر هو حدوث انشقاقات في “القبيسيات”، نتيجة تطور أحداث الثورة، فقد عملت الجماعة بشكل شديد الوضوح على الابتعاد عن أي موقف سياسي مع الثورة أو مع النظام، إلا أن ما يجري على الأرض لم يكن يسمح بضبط كامل للتنظيم، فقد كان لا بد للبعض من اتخاذ موقف واضح من الثورة. مما أدى لظهور ظهرت حركة نسوية جديدة تحت اسم “حرائر القبيسيات” عام 2011، تعمل على دعم الثورة، لكن من غير الواضح حتى الآن مدى تماسكها وتأثيرها.

  1. ورغم ذلك فإنّ الجماعة التي تمتدّ في النسيج الاجتماعي السوريّ بشقيّه الموالي للنظام والمعارض له ما تزال تثير اهتمام المتابعين وتلقى دعمًا من طرفي الصّراع النّظام والمعارضة في جزء غير يسير منها مما يؤهلها للاستمرار في عملها ودورها في حال تغير الواقع السياسي في سوريا بخلاف من أحرقت الثورة أوراقهم وأسقطتهم من معادلة المستقبل.

شاهد أيضاً

وفاة رائد الفضاء السوري محمد فارس لاجئاً في تركيا

تركيا   الشرق نيوز   وفاة رائد الفضاء السوري محمد فارس لاجئاً في تركيا    …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 2 =